التانترا الهندية هل ستغير حقًا مفهومنا عن الجنس؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال، مما لا شك فيه أن العلاقة الزوجية تحتاج بشكل دائم إلى تجديد في كافة الأمور المتعلقة بها من أوضاع حميمية وأماكن الممارسة وغيرها، وذلك حتى لا تكون العلاقة فريسة للروتين والبرود الجنسي القاتل.
ولذلك أتجهت الكثير من الأنظار في الفترة الأخيرة إلى التانترا أحد أهم التكتيكات الجنسية القديمة والحديثة أيضًا. وتعد التانترا الهندية مفهوم قديم في الثقافة الهندية يعمل على حل مشكلة الشعور بالملل والروتين أثناء ممارسة العلاقة الحميمة. يظن البعض أن التانترا هي عبارة ممارسة العلاقة الجنسية بطرق مجنونة وغريبة ومرتبطة بالسحر وغيرها من أمور الدجل. ولكن في حقيقة الأمر أن هذه الأمور والإدعاءات لا تمت للتانترا ولا الفوائد التي يمكن الحصول عليها من التانترا مع متعة وتكوين علاقة قوية وعمية مع الزوج أو الزوجة بصلة.
وذلك لأن التانترا تعمل بشكل ميكانيكي على تحرير العقل والفكر من كافة الضغوطات التي نتعرض إليها بشكل يومي، وتعمل التانترا على الوصول إلى النشوة الجنسية وقمة الرغبة من خلال التواصل العاطفي والعقلي والروحي والمداعبة لفترة طويلة بدون التواصل الجسدي مما يحقق الشعور بالمتعة والنشوة بشكل أكبر. وتعد التانترا أيضًا من المفاهيم التقنيات القديمة التي وجدت بعض النصوص القديمة التي توصف التانترا بإنها شئ مرتبط بالمفاهيم المقدسة وأن الشخص الذي يجيد هذا التقنية بإنه سيد وقادر أن يعتمد على ذاته.
ويعتبر جنس التانترا أو الجنس التانتري واحدًا من أحدث صور التانترا، والجدير بالذكر أن التانترا يرجع تاريخها إلى آلاف السنين وتحتوي على العديد من التعاليم والمفاهيم البوذية والهندية والمرتبطة بالارتباط الكوني، ولكن التانترا تحتوي أيضًا على الممارسات الجنسية الحديثة التي تعتمد على بناء علاقة قوية وعمية بين الزوجين. لذلك يمكننا القول بأن جنس التانترا هو شكل من أشكال ممارسة الجنس روحانيًا بدون الأعتماد على الطقوس والنصوص الدينية القديمة.
* الأنغماس في اللذة:
من الأمور التي تعتمد عليها التانترا هو الوصول إلى المتعة واللذة والسلام الداخلى من خلال الإنخراط في كافة مراحل وصور العلاقة الحميمة، والاستمتاع بالعلاقة الجنسية وبكافة أحاسيس الجسد وتحريق الطاقة الجنسية لدي الزوجين في كافة الجسد خلال الرحلة الجنسية، وتحقيق النشوة الجنسية طوال مدة العلاقة والتي تكون أطول من العلاقة الحميمة التقليدية وذلك دون القذف أيضًا وأنتهاء الجماع.
وذلك من خلال عملية التباطؤ التي تعتمد عليها هذه التقنية والتنفس البطئ وذلك لتحقيق الأتصال الجنسي بشكل أفضل، فضلًا عن المداعبة والتواصل الجسدي من خلال أوضاع معينة تزيد من شعور كل شريك بجسد شريكة أثناء العلاقة وتحقيق أكبر قدر من النشوة الجنسية والمتعة، الجدير بالذكر أن هذه التقنية لا تعمل فقط على حل مشكلة أنخفاض النشوة والرغبة ولكن يمكنها أيضًا حل بعض المشاكل الجنسية الذكورية كضغب الأنتصاب وسرعة القذف.
وأشار أحد المتخصصين إلى أن الجنس التانتري يمكن تقسيمه إلى جزئين الأول وهو القسم الروحاني الذي يتم ممارسة العلاقة الحميمة من خلال التواصل الروحي والفكري بدون الأتصال الجسد، أما القسم الثاني وهو ممارسة العلاقة الحميمة بالأتصال الجنسي بين الزوجين ولكن بأشكال وصورة غير تقليدية.
كما أوضح أن الجنس التانتري يهدف إلى الوصول إلى الرغبة لكلًا الزوجين دون تحقيق الرغبة عند الزوج بدون الآخذ في الأعتبار نشوة الزوجة للوصول إلى متعة جنسية أكبر وأفضل للطرفين، للرجل من خلال تأخير مرحلة القذف والأستمتاع بشكل أكبر، والسيدة من خلال الوصول لعدد هزات جماع أكبر مما يساعدها على الوصول إلى قمة النشوة.
الجدير بالذكر أن الكثير من الأطباء المتخصصين في الأمراض الجنسية شرعوا في علاج مرضاهم من خلال هذه التقنية وبدؤا بوصف هذه التقنية لهم لتكون بمثابة حل جديد وقوي لكافة الأمراض والمشاكل التي تواجه التعديد منهم وتعمل على كافة المشاكل المتعلقة بالعلاجة الجنسية سواء بالنسبة للرجل أو بالنسبة للمرآة، وذلك من أجل الوصول إلى علاقة جنسية صحية وسليمة.
* كيف تحسن وتعزز التانترا من العلاقة الحميمة؟
تعتمد التانترا أو الجنس التانتري في الأساس على المتعة أثناء الممارسة الجنسية والتركيز على هذه المتعة، وهناك العديد من الطرق والاساليب التي يمكن للتانترا أن تعزز من الحياة الجنسية والعلاقة الحميمة من خلالها وهي كالتالي:
– إخراج عنصر الأداء من العملية الجنسية:
تعتمد الأفلام الإباحية بشكل كبير جدًا على الأداء الفردي أو الشخصي ويكون هذه الأداء مبالغ فيه بصورة كبيرة جدًا وفي كافة الأفلام الإباحية، مما يتسبب في أثر بالغ السوء في نفس الزوج والزوجة، وذلك أعتقادًا منهم أنهم أقل كثيرًا من هذا الأداء دون التفكير أن هذه الأفلام كلها مبالغ فيها وهي فقط للدعاية والربح ولا تعمل على تثقيف أو حتى تأخذ عامل المتعة في عين الأعتبار.
وذلك عكس ما تهدف إليه التانترا التي يعد من اهم اهدافها التي ترتكز عليها هي المتعة والعمق الروحي والفكري والشعور بكل مراحل العملية الجنسية دون النظر إلى الأداء الجنسي لكل فرد من الزوجين، ومن ثم تحقيق أكبر قدر من النشوة الجنسية للزوجين بدون الأخذ في الأعتبار الاداء الجنسي.
– الممارسة الجنسية البطيئة والمتأنية:
تعتمد فكرة الجنس التانتري على تحسين وتطوير التواصل الجسدي بين الزوجين، من خلال استخدام أوضاع للجماع تتميز بالتقارب الجسدي للزوجين. وأن هذه العملية تتطلب من الزوجين تخصيص الكثير من الوقت لعملية الجماع والعلاقة الحميمة، على عكس الممارسة التقليدية التي تتطلب وقت أقل وتفتقر للعديد من العناصر المهمة في العلاقة وأهمها التواصل الروحي والفكري للزوجين، وذلك لأن التانترا لا تهدف فقط لإشباع الرغبة الجنسية فقط، بل بتكريس وقت أكبر للإستمتاع بالعملية الجنسية كاملة، الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص الذين يمارسون الجنس التانتري يستغرقون العديد من الساعات في العملية الجنسية، علمًا بإن أقل وقت لممارسة التانترا هو ربع ساعة.
– تعزيز التواصل:
يعتمد الجنس التانتري على تعزيز وتحسين صور التواصل الجسدي والروحي بين الزوجين وذلك من أجل الشعور بكافة الأحاسيس والمشاعر خلال العلاقة الجنسية، فينصح الخبراء الزوجين بتعزيز التواصل بينهم والأعتراف لبعضهم البعض بالمشاعر والاحاسيس أثناء العلاقة والإفصاح عن الأماكن المحببه لهم للمسها أو لعمل العلاقة من خلالها والأعتراف بكافة الأمور المتعلقة بهذه الأمور أثناء ممارسة الزوجين للعلاقة الحميمة.
– إعادة تعريف مصطلح الجنس لدى الزوجين:
الجدير بالذكر أن الجنس التانتري لا يعتمد فقط على عملية الإيلاج فقط خلال العلاقة الحميمة، بل يهتم بكافة الأمور والأحاسيس في العلاقة الحميمية، وينصح الخبراء الزوجين بإعادة تعريف الجنس من وجهة نظرهم ولا يفكرون بمخرجات العملية الجنسية قبل البدء بها، ولكن يجب عليهم معرفة ما الذي يحتاجونه هم من العلاقة الجنسية وإلى أي مرحلة يريدون الوصول إليها هل العلاقة بالكامل أم الوصول لمرحلة ما في العلاقة الحميمة؟.
– الوصول إلى النشوة وهزات الجماع بشكل أفضل:
هناك العديد من الفوائد التي يمكن الحصول عليها من ممارسة الجنس التانتري، ومن أهم هذه الفوائد هو الوصل إلى أكثر من مرة إلى هزات جماع قوية ومميزة. وتشير أحدى المختصين وهي دكتور ريتشموند إلى أن العديد من الأزواج أعترفوا لها أنهم يصولون إلى هزات جماع ونشوة جنسية أقوي وأفضل عند ممارستهم هذه التقنية وشعورهم ببعض وخصوصًا عندما يكون التواصل البصري بينهم قوي.
* كيفية ممارسة الجنس التانتري؟
في الحقيقة لم يستدل على دليل أو كتاب إرشادي لممارسة التانترا، ولكن التانترا في الأساس تعتمد على تقوية التواصل البصري والفكري والروحي بين الزوجين وبناء علاقة حميمة قوية وبشكل أبطئ. وهناك بعض الأمور التي يمكن من خلالها تقوية هذا التواصل والحصول على أكبر قدر من الأستفادة وهي كالتالتي:
– الأنتباه:
يوصي الخبراء بضرورة الأنتباه إلى كافة مراحل العملية الجنسية والعلاقة الحميمة أثناء استخدام هذه التقنية، ومن أهم الأمور التي يجب الأنتباه لها هو الاستمتاع بتأوهات الشريك والشعور بجسد شريك الحياة، فضلا عند التعمق في الشعور الداخلي له.
– الحركة:
تعتمد التانترا على تحرير الجسد من كافة القيود التي تقيد حركته أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، والسماح للجسد بإن يدل الزوجين على الأمور والأوضاع التي تحقق لهم أقصى درجة من المتعة، بدون صدور الأحكام المسبقة على العلاقة والقيام بالعلاقة من دافع العادة.
– عملية التنفس:
عملية التنفس أثناء ممارسة التانترا من أهم الأمور التي أشرنا إليه مسبقًا فالتنفس ببطئ وهدوء يعمل على تحسين الدورة الدموية وانتظامها في الجسم، ومن ثم توزيع الدم إلى كافة أعضاء الجسم بصورة أفضل ولاسيما الأعضاء الجنسية، وعلاج مشكلة ضعف الأنتصاب للرجال.
أخيرًا فإن الجنس التانتري لا يعتمد فقط على العملية الجنسية والإيلاج فقط، بل يهتم بتحسين وتعزيز التواصل الفكري، والروحي، والبصري، والجسدي للزوجين من خلال الأنتباه لكافة مراحل العلاقة الجنسية، والأهتمام بالحركة أثناء العملية، والتنفس وتأثيره على العلاقة، وذلك فضلًا عن الأهتمام بالمداعبة وتهيئة الزوجين للعلاقة الحميمة. ويمكنك معرفة المزيد من هنا..