الإفرازات المهبلية هي جزء طبيعي يحدث في جسم المرأة بشكل منتظم نتيجة عملية التنظيف الذاتي للجهاز التناسلي الأنثوي، لكن في بعض الأحيان يصبح وجود هذه الإفرازات مشكلة بحيث يكون من الضروري معرفة السبب وتلقي العلاج المناسب.
سوف يكون حديثنا في هذا المقال عن الإفرازات المهبلية ومتى يكون وجودها دليل وإشارة على إصابة الأنثى بمشكلة مرضية؟ وما هي أبرز طرق الوقاية والعلاج من الإفرازات المهبلية الغير طبيعيّة.
الإفرازات المهبلية
تبدأ الإفرازات المهبلية بالظهور عند الأنثى في سن البلوغ ونزول الدورة الشهرية الأولى، وهي تُصنع عادةً من الغدد الموجودة في المهبل وعنق الرحم حتّى يتم التخلص من البكتيريا والخلايا الميتة خارج الجسم.
وهذا يعني أنّ وجود الإفرازات أمر طبيعي بل و ضروري من أجل الحفاظ على صحة ونظافة الجهاز التناسلي الأنثوي.
لكن ينبغي أن تكون هذه الإفرازات صافية و شفافة ولا رائحة لها إضافةً إلى كونها مائية و مُخاطية القوام.
و في حال كان هناك تغيّر في رائحة و لون الإفرازات المهبلية و كانت هناك أعراض أخرى مصاحبة لذلك كالحكة مثلًا، فهذا يعني خروج الإفرازات عن دائرتها الطبيعيّة.
أنواع الإفرازات المهبلية
تتعدد أنواع الإفرازات المهبلية بناء على لون ورائحة وقوام الإفراز، ويتراوح لونها في الوضع الطبيعي من اللون الشفاف إلى اللون الأبيض الحليبي، وهذا يعتمد على الوقت الذي يتم فيه إنتاج الإفرازات حيث إنّها تزيد في فترات الإثارة الجنسية أو الرضاعة و أوقات التبويض.
يتغيّر لون الإفرازات المهبلية في بعض الأحيان إلى اللون الأصفر أو الأخضر وقد تكون رائحته كريهة وقوامه لزج للغاية، إضافةً إلى الشعور بحرقة وحكة في البول.
سنذكر فيما يلي أنواع الإفرازات المهبلية بناء على لونها وقوامها ورائحتها:
الإفرازات المهبلية الشفافة و المائية: هي من الإفرازات الطبيعيّة في جسم المرأة، يتم إنتاجها وخروجها في أي وقت من الشهر أو بعد ممارسة مجهود بدني أو تمرين رياضي.
الإفرازات المهبلية الشفافة المخاطية: تعتبر من الإفرازات الطبيعية التي لا تستدعي القلق وتظهر عادة خلال الفترة الخاصّة بالتبويض.
الإفرازات البيضاء: هي من الإفرازات الطبيعيّة أيضًا وتظهر في بداية أو نهاية الدورة الشهرية، يصبح هذا النوع غير طبيعي في حال زادت لزوجته وكان مصحوبًا بحكة مزعجة، إذ قد تكون هذه إشارة على الإصابة بعدوى الفطريات أو الخميرة.
إفرازات لونها بين البني و الأحمر: يعتبر هذا النوع من الإفرازات طبيعيًّا في حال ظهر خلال فترة الحيض أو بعد انتهاء الدورة الشهرية مباشرة، لكن في حال ظهورها في أوقات أخرى فقد يدل ذلك على الحمل أو الإجهاض.
أيضًا يمكن أن تكون الإفرازات المهبلية البنية أو الحمراء في حالات نادرة إشارة مبكرة على الإصابة بسرطان عنق الرحم، لذلك لا بدّ من مراجعة الطبيب بشكلٍ دوري و إجراء فحص عنق الرحم وأخذ مسحة من المهبل.
إفرازات صفراء أو خضراء: إذا كانت هذه الإفرازات ذات رائحة كريهة و قوامها لزج و سميك للغاية فهذا يعني أنّ الأمر غير طبيعي وربّما تكون الأنثى مصابة بداء المشعرات الذي ينتقل عبر الاتّصال الجنسي.
أسباب الإفرازات المهبلية غير الطبيعية
سنذكر فيما يلي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظهور إفرازات غير طبيعيّة و تستدعي من الفتاة الذهاب إلى الطبيب و استشارته، إليكم أبرز هذه الأسباب:
البكتيريا المهبلية: لا تعتبر هذه البكتيريا جزءًا من الأمراض المنقولة جنسيًّا، وإنّما هي عدوى تنتج بسبب عدم التوازن الطبيعي للبكتيريا الموجودة في المهبل، تسمّى هذه العدوى بداء المهبل الجرثومي و يترتب عليها ظهور الإفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة.
أمراض السيلان و الكلاميديا: وهي من الأمراض المنقولة جنسيًّا والتي تتسبّب في ظهور إفرازات مهبلية خضراء أو صفراء غير طبيعيّة، و الإصابة بهذه الأمراض يعني الذهاب إلى الطبيب لتحديد طرق العلاج المناسبة و البدء بأخذها.
التهاب الحوض: سبب هذا الالتهاب عدوى بكتيرية تصيب الأعضاء التناسلية نتيجة الاتصال الجنسي، يتسبّب هذا الالتهاب في ظهور إفرازات مهبلية سميكة ذات رائحة كريهة ويتطلب الأمر حينها تناول مضادات حيوية قوية تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن.
الفطريات: تعتبر عدوى الخميرة من أشهر أنواع عدوى الفطريات التي تصيب النساء. يتواجد فطر الخميرة بشكل طبيعي داخل المهبل، لكن قد يترتب على نموه و تكاثره إصابة الفتاة بعدوى الخميرة التي ينتج عنها إفرازات بيضاء ذات قوام سميك يشبه الجبن و رائحة كريهة و أعراض أخرى مصاحبة مثل الحرقة و الحكة.
داء المشعرات: هو عبارة عن عدوى ناتجة عن ملامسة المريض أو استخدام أدواته كالملابس أو الاتصال الجنسي، وينتج عن الإصابة به ظهور إفرازات صفراء أو خضراء يصاحبها ألم و حكة و التهاب.
فيروس الورم الحليمي البشري أو سرطان عنق الرحم: هو عبارة عن مرض خطير ينتشر عبر الاتصال الجنسي ويؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم، يصاحب هذا الفيروس ظهور افرازات دموية بنية ذات رائحة كريهة، ولا بدّ للفتاة أو السيدة المصابة به أن تذهب إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة و عمل مسحة عنق الرحم.
علاج الإفرازات المهبلية
يجب على الأنثى الذهاب إلى الطبيب و إجراء الفحوصات اللازمة في حال لاحظت أنّ الإفرازات المهبلية لديها غير طبيعية، إذ إنّ تلقي العلاج المناسب يعتمد على سبب ظهور الإفراز غير الطبيعي.
نذكر لكم فيما يلي أبرز طرق علاج الإفرازات المهبلية:
إذا كان الإفرازات المهبلية صفراء و ناتجة عن داء المشعرات فيتم علاجها عن طريق تناول دواء تينيدازول أو ميترونيدازول.
إذا كانت الإفرازات المهبلية ناتجة عن داء المهبل الجرثومي فيتم العلاج عن طريق أخذ المضادات الحيوية التي تكون على شكل أقراص أو كريمات للمهبل.
إذا كانت الإفرازات المهبلية بيضاء و ناتجة عن عدوى الخميرة الشائعة فمن الممكن استخدام المضادات الفطرية التي توضع على المهبل مباشرة و تكون على شكل كريم أو جل.
تنشيف المهبل من الإفرازات
يمكنكِ تنشيف و تنظيف المهبل من الافرازات عن طريق استخدام بعض الأعشاب، إليكم أبرز التفاصيل:
عشبة الثعلب الهندي: حيث يتم مزج ملعقة كبيرة من عنب الثعلب الهندي مع العسل و الحصول على مزيج متماسك و تناوله مرتين في اليوم لمدة 7 أيام، أيضًا يمكننا سحق العشبة و أخذ نصف ملعقة كبيرة من المسحوق و مزجه و غليه مع كوب من الماء ومن ثمّ إضافة العسل إليه و تناوله يوميًّا في الصباح على معدة فارغة.
بذور الحلبة: يتم وضع بذور الحلبة في كأس من الماء وتركه ينقع ليلة كاملة و من ثمّ تتم تصفية المزيج في اليوم التالي و شربه على معدة فارغة، أيضًا بالإمكان وضع ملعقتين كبيرتين من الحلبة في 4 أكواب من الماء و غليها لمدة 30 دقيقة و استخدامها كغسول لمنطقة المهبل 4 مرات في اليوم.
هناك أيضًا أعشاب أخرى يمكن أن تساعد الفتاة أو السيدة في التخلص من الإفرازات المهبلية و منها: الزعفران، قشر الرمان و عشبة النيم.
الوقاية من الإفرازات المهبلية
هناك العديد من الطرق و الإرشادات التي يمكن للأنثى القيام بها من أجل الوقاية و التخلص من الإفرازات المهبلية غير الطبيعية، و يمكننا تلخيص هذه الطرق من خلال النقاط التالية:
ارتدي الملابس الداخلية القطنية لأنّها أكثر قدرة على امتصاص الرطوبة كما أنّها تجنّبك الإصابة بعدوى الفطريات.
تجنّبي الدش النسائي و حمامات الفقاعات.
تجنّبي أيضًا ارتداء الملابس التي تكون ضيقة أكثر من اللازم أو بطريقة مبالغ فيها.
حافظي على نظافة المهبل المستمرة من خلال غسل المنطقة بانتظام بواسطة الماء الدافئ و الصابون اللطيف على الجلد.
ابتعدي عن استخدام الصابون المعطر أثناء غسل المهبل، و استبدلي ذلك بالماء الدافئ و المنتجات غير المعطرة.
قومي دائمًا بالمسح من الأمام إلى الخلف عند الذهاب أو استخدام الحمام، و السبب هو حماية المهبل من دخول الجراثيم و التسبّب في حدوث عدوى و التهاب.
تجنّبي استخدام الغسول المهبلي الداخلي لأنّه قد يقضي على الخمائر و البكتيريا النافعة التي تساعد في الحماية و الوقاية من العدوى المهبلية و ظهور الإفرازات غير الطبيعيّة.
كيف يقوم الطبيب بتشخيص الإفرازات المهبلية غير الطبيعية
يقوم الطبيب بدراسة التاريخ المرضي للسيدة أو الفتاة و السؤال عن الأعراض التي تعاني منها، و قد تتضمن الأسئلة ما يلي:
هل هناك أي رائحة للإفراز؟
هل تمارس الجنس مع أكثر من شريك؟
هل يوجد لون لِ الإفرازات المهبلية؟
متى بدأ ظهور الإفراز غير الطبيعي؟
هل هناك أعراض مصاحبة مثل الحكة أو الحرقة أو الشعور بِ ألم في منطقة المهبل؟
يمكن أن يقوم الطبيب أيضًا بأخذ مسحة من المهبل وعنق الرحم أو عينة من الإفراز غير الطبيعي لعمل الفحوصات اللازمة.